الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  ولعامر بن الطفيل في مرثية له في النبي ÷:
  بكت الأرض والسماء على النور ... الذي كان للعباد سراجا
  من هدينا به إلى سبل الحق ... وكنا لا نعرف المنهاجا
  إلى آخرها.
  وبكت أم أيمن فقيل لها: ما يبكيك على النبي ÷؟ قالت: إني قد علمت أن رسول الله ÷ سيموت، وإنما أبكي على الوحي الذي رفع عنا.
  وبعد فهذه قطرة من مطرة ومجة من لحج بحار صفات وشمائل سيد الكائنات، ومنقذ البشرية، والرحمة العامة المهداة للعالمين الذي ملأ الأرض بالصلاح والفلاح، والهدى والنور، والعلم والعمل الصالح، والتراحم والمحبة والخير للأولين والآخرين ÷ وهي أنموذج يسير من شمائله الكريمة السامية وصفاته الحميدة المباركة التي لا يحصيها المحصون، ولا يعدها العادون، وقد شرح بعض معانيها كثير من العلماء في مؤلفات خاصة مختصرة وموسعة فليرجع إليها من أراد موفقاً إن شاء الله تعالى، فصلى الله تعالى وسلم وبارك وتحنن وترحم عليه وآله كثيراً بكرة وأصيلاً في الأولين والآخرين إلى يوم الدين:
  يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت مواطنه وشط مزاره
  تمتعي يا مقلتي ولك الهنا ... إن لم تريه فهذه آثاره
  ولله القائل:
  هذا هو المختار والبدر الذي ... كل البدور خضعن نحو هلاله
  ما إن له في العالمين مماثل ... كلا ولا في الكون من أشكاله