النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة

صفحة 100 - الجزء 1

  وقال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨}⁣[الشرح].

  قال في (الكشاف): شرحنا لك صدرك فسحناء حتى وسع هموم النبوة ودعوة الثقلين جميعاً، أو حتى احتمل المكاره التي يتعرض لك بها كفار قومك وغيره، أو فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم وأزلنا عنه الضيق والحرج الذي يكون مع العمى والجهل.

  وعن الحسن ملئ حكمة وعلماً، وفيه أيضاً ورفع ذكره أن قرن بذكر الله تعالى في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والتشهد والخطب، وفي غير موضع من القرآن {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}⁣[التوبة: ٦٢]، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ٧١}⁣[الأحزاب]، {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وفي تسميته رسول الله ونبي الله، ومنه ذكره في كتب الأولين والأخذ على الأنبياء وأئمهم أن يؤمنوا به.

  وفي (الدر المنثور) عن عدي بن ثابت قال: قال رسول الله ÷: «سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته، قلت أي ربي اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، قال: يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويت وضالاً فهديت، وعائلاً فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت معي، واتخذتك خليلاً».

  وعن أنس قال: قال رسول الله ÷: «قلت يا رب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته، اتخذت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً وسخرت لداود