النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة

صفحة 99 - الجزء 1

  رسول الله ÷، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: «لبيك» فلذلك أنزل الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}.

  وعن سعد بن هشام قال: أتيت عائشة؛ فقلت: يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله ÷، فقالت: كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}؟.

  وعن أبي الدرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله ÷، فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه.

  وجاء نساء أهل الشام فقلن: يا أم المؤمنين أخبرينا عن خلق رسول الله ÷؛ قالت: كان خلقه القرآن اقرءوه. وكان أشد الناس حياء من العوائق في خدورهن.

  قال بعض المفسرين: إن الله تعالى مع كل نبي سراً، وسر الله مع محمد ÷ الحروف المقطعة: (الم، ص، حم، ن، المر، طه)، اللهم صل وسلم عليه وآله صاحب الخلق العظيم، والشأن الجسيم، والجود الكبير، ملكت القلوب بإحسانك، وطوقت الرجال بكرمك ترحم الصغير، وتحترم الكبير، وتعطي المعدوم، وتحمل الكل، وتغني البائس، وتقيم العاني وتهذب النفوس، تحب للآخرة وتكره للدنيا، لا تفرح ولو حيزت لك الدنيا شرقها وغربها، ما حزته ليلاً فلا يصبح، وما حزته نهاراً فلا يمسي إلا في أيدي المحتاجين حقاً إنك لعلى خلق عظيم، فسبحان الذي خلق فسوى، وسبحان الذي قدر فهدى، ولله الحمد والمنة أن جعلنا من أمته.