مقدمة المؤلف
  الذي ليس له انقطاع البتة في النار أو الجنة نسأل الله الفوز برضاه في الدارين آمين فمن تأمل هذا بقلب حاضر (لم يقر به قرار ولا يؤويه دار) هذا من المبالغة فيها يجده من نظر بعين البصيرة فيها ذكرناه وحق لمن عقل أن يكون كذلك فيكون في غاية من قلق قلبه والتشمير في عبادة ربه والجد والاجتهاد فيفيما يوجب رضاه اذ هو أعني رضا الله غاية ما يتمناه أولوا الألباب ليس وراءه غاية ولا فوقه نهاية فإنه على كل اثير مؤثر كما قال تعالى {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}[التوبة: ٧٢] مع قول الحكيم العليم {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٧٢}[التوبة] وقول رسول الله ÷ «لو(١) تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً» مع أن الكتاب والسنة مشحونان بالوعد والوعيد إرشاداً من الله تعالى بالحث على العمل ورحمة للعبيد (وما وجدت لداء هذه النفس دواء ولا لجريها فيما يوبقها انتهاء) شبه # النفس وما هي عليه من الأمر بالسوء كالمريض الذي به داء يحتاج الى الى طلب الدواء النافع ان لم يبادر لها بذلك الدواء هلكت وقد ورد عن النبي ÷ «ما(٢) من داء إلا وله دواء» وليس دواؤها سوى جهادها بالنظر فيها ورد في الشريعة من المواعظ
(١) اخرجه أحمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس.
(٢) اخرجه الامام زيد واحمد واهل السنن الأربع وابن حبان والحاكم في تاريخه عن اسامة بن شريك.