رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 14 - الجزء 1

  الموقظة لمن تأملها المنجية لمن عمل بها (ورجوت ان يوقظها من نومتها) تشبيهاً للغفلة عن ما يجب من طلب النجاة والحذر من عقوبة الله تعالى بالنوم الذي به تفوت الأوقات والفرص المغتنمات الموجبة للفوز بالمطلوبات (ويكسر من أهوائها⁣(⁣١) وشهوتها) أي ما تهواه من الشهوات وتشتيه من اللذات (مطالعة الكتب) أي تأمل ما احتوت عليه من المواعظ بعين البصيرة الخالية عما يغيرها من المكدرات المانعة من منافع العظات (الزهدية) أي المزهدة عما يشغل عن طلب رضا الله تعالى وهو حقيقة الدنيا التي ذمها الله تعالى ورسوله ÷ على الصحيح بخلاف ما ابتغي به وجه الله تعالى خالصاً منها فلا يتم رضا الله تعالى إلا به (وملازمة النظر في مقالات أهل الطريقة المرضية) في تصفية القلب عن الرذائل المهلكة إذ بها حراسة الاعمال وخلوصها عما يحبطها وبعدم الالتفات إليها قد يكون العامل والعياذ بالله من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون⁣(⁣٢) انهم يحسنون⁣(⁣٣) صنعاً إذ لا يدري في أي واد يهلك هل في وادي الريا أو الكبر أو العجب أو الحسد أو الحرص أو الطمع أو حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة أو


(١) هوى أحب انتهى. انتهى. مختار.

(٢) أي يظنون.

(٣) اي يعملون صالحاً.