رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 12 - الجزء 1

  أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}⁣[الكهف] وقال تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة] وقال تعالى {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ}⁣[الحديد: ٢٠] أي الزراع سموا بذلك لتغطيتهم على البذر في الأرض اذ الكفر في أصل اللغة التغطية لنقله الشرع الى من يجحد الشرائع ونحوها ويغطي الحق بالباطل فصار حقيقة فيه فلا يطلق على غيره إلا مجازاً بقرينة تدل عليه {نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا}⁣[الحديد: ٢٠] بعد خضرته {ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا⁣(⁣١) وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ⁣(⁣٢) الْغُرُورِ ٢٠}⁣[الحديد] فكفى من نظر في هذا وتقلب الدنيا بأهلها وتفكر في نفسه وتغير أحواله وتقلباتها كما قيل شعراً:

  ثمانية لا بد أن تدرك الفتى ... وكل فتى لا بد يدرك ثمانية

  سرور وحزن واجتماع وفرقة ... وعسر ويسر ثم سقم وعافية

  هذا في الدنيا. وفي الآخرة مصارعة الموت أولا ثم القبر ثم البعث والقيامة ومواقفها كما قال الله تعالى: {أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥}⁣[السجدة] والحساب والأهوال الهائلة ثم الخلود


(١) اي يابسا بعد خضرته انتهى.

(٢) كمتاع البيت من القدر والقصعة وغيرهما انتهى.