فصل
  دجانة عند بروزه للقتال: «ان هذه لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن» وكذا حين حز علي رضوان الله عليه رأس عمروبن ود وأقبل يخطر في مشيته فقال رسول الله ÷ «ان هذه المشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن» وأما أبودجانة فأسمه سماك بن حراش فقال رسول الله ÷ يوماً لأصحابه «من يأخذ هذا السيف بحقه» فقام اليه رجال منهم الزبير فأمسكه عنهم حتى قام أبودجانة فقال ما حقه قال ان تضرب به في العدو حتى ينحني فأعطاه أياه وكان أبودجانة رجلا شجاعاً يختال عند الحرب وكان اذا اعتم بعصابة له حمراء علم الناس انه سيقاتل فأخرجها حينئذ فعصب رأسه بها ثم تبختر وقاتل قتالا شديداً (ومنه تكلف التصدر في المجالس واختيارها ترفعاًوطلبالمرتبة في التعظيم لا يستحقها والترفع عن مجالسة المساكين من الاتقياء لا الأرذال(١) والسقط(٢) المتضمخين بالقبائح فحسن ولا عن الدخول في مهنة يسترذل صاحبها في تلك الجهة كالحياكة ونحوها في بعض النواحي فإن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها) ومن فعل ذلك فليعلم أنه من التكبر الذي تقدم ذمه وسببه اعتقاد انه يستحق مرتبة فوق غيره فيستحقر غيره لما يعتقده في نفسه من أحد أسباب الكبر السبعة وهي العلم أو العبادة أو النسب، أو الجمال أو المال أو القوة أو كثرة الاتباع فهذه أسبابه ولا يخلو أحد عن شيء ء من ذلك الاعتقاد
(١) رذل الشيء بالفنم ردالة وردوله بمعنى ردو فهو رذل والجمع اراذل انتهى عن مجالسة مصباح.
(٢) والشفط بفتحتين رديء المتاع والخطأ من القول والفعل انتهى مصباح.