فصل
  فيحتاج الى الجهاد الأكبر جهاد النفس الذي كان يقول فيه أمير المؤمنين # رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر وانفع دواء لذلك ان يعرف الانسان نفسه حق معرفتها فيعلم أنه أذل من كل ذليل وأضعف من كل ضعيف قال الله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ٢٨}[النساء] وقال {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧}[عبس] الآية و قال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً}[الروم: ٥٤] فعلى العبد المواظبة والتخلق بأخلاق أهل التواضع على كل حال ليكون سبب النجاة من الهلاك فينظر الى سيرة رسول الله ÷ وأخلاقه وأخلاق الانبياء $ قيل لسليمان وهو في ملك لا ينبغي لأحد: ألا تلبس ثوباً جديداً فقال إنما أنا عبد فإذا عتقت لبست يعني بالعتق من العذاب في الآخرة وما كان التكليف بالعبادات جميعها إلا لأن فيها نهاية الخشوع كما تقدم فعلى المكلف، مجاهدة نفسه في كل ما خطر بباله من الترفع بأحد الاسباب السبعة المتقدم ذكرها كل واحد منها بما يليق به العالم فيعلم أن حجة الله تعالى عليه أعظم من غيره فقد قال ÷ «يؤتى(١) بالعالم يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق(٢) اقتابه(٣) فيدور كما يدور الحمار في
(١) أخرجه الشيخان عن أسامة بن زيد.
(٢) الاندلاق التقدم انتهى مختار.
(٣) الاقتاب الامعاء واحدها قتب مثل احمال وحمل انتهى مصباح.