رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 111 - الجزء 1

  الرحا فيطيف به أهل النار فيقولون مالك فيقول كنت آمر بالخير ولا أفعله وأنهي عن الشر وأفعله، وأما العبادة والزهد والورع فيلزم نفسه التواضع لسائر الخلق وما أدراه هل يكون ذلك مقبولاً لأن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه وان الكبر من أعظم الآفات المهلكة وأما النسب فإنه يتعزز بغيره كما قيل من كان عز بغيره فذله بذاته وكما قيل شعراً:

  لا تقل أصلي وفصلي أبداً ... إنما أصل الفتى ماقد حصل

  وأما الجمال فينظر الى ما هو مشتمل عليه في باطنه وظاهره فإن القذر يشتمل على جميع أجزائه عند أن يتفكر وفي ابتدائه وانتهائه.

  وأما المال فهو أقبح أنواع التكبر لأنه بأمور في يده زائلة ويذكر ما ورد في آفاته وتحمل حقوقه وما ورد في مدح الفقر فقد ورد أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمسمائة عام وإلى ما كان عليه رسول الله ÷ وآله الخلص الأطهار وأما القوة والبطش والشدة فينظر ما يتسلط عليه من الأمراض والأسقام فإن العرق منه اذا ضرب عليه كان أعجز من كل عاجز وأذل من كل ذليل ولو سلبه الذباب شيئاً لا يقدر على استنقاذه منه وان البقة والنملة تؤذيه ولو دخلت في أذنه أو أنفه قتلته وأما كثرة الاتباع فإنهم أسرع ما يتفرقون عنه في أقرب الأوقات وقلوبهم


(١) اي يتقوى انتهى مختار.