رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 113 - الجزء 1

  والغيبة والسخرية والكذب واللعب والريبة⁣(⁣١). انتهى قلت محفوفاً بالأفعال المحمودة بعيداً من كل فعل قبيح فلا يزكي فيه نفسه ولا ولده ولا أهله فإنه منقصة عند الاصدقاء مقت عند الله تعالى مثلبة عند العدو.

  ولا يقابل الحسد بالحسد ولا الشر بالشر فإن الشيء لا يداوى إلا بضده فيقابل السيئة بالحسنة فقد قال الله تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}⁣[آل عمران] قيل وليس منه أيضاً أي من التكبر (التحشم⁣(⁣٢) من دخول الاسواق وخدمة نفسه وأهل بيته حيث يجد من يخدمه ويخشى بذلك استخفاف الجهلة به لا سيما حيث في حط مرتبته مفسدة كوهن يلحقه في أمره بمعروف أو نهيه عن منكر فإن وجد من نفسه ترك ذلك تكبراً لا لهذه المصلحة لزمه كسع⁣(⁣٣) نفسه واهانتها بفعل ذلك) ولا يعرف ذلك إلا بامتحان النفس لأن المرء لا يعلم بعيبه إلا بالاختبار والتأمل وأما النفس فإنها تغره بأنها بريئة من كل عيب فهذه خمسة امتحانات: الأول أن يناظر أحداً من أقرانه في مسألة فاذا ثقل عليه الحق بظهوره على لسان صاحبه علم ان فيه شيئاً من الكبر حيث لم يقبله ويشكر عليه.

  الثاني أن يقدم أقرانه في المجلس وفي الطريق ويمشي خلفهم فاذا وجد في نفسه شيئاً علم أن فيه شيئاً من.


(١) الريب الشك والاسم الريبة وهي التهمة والشك انتهى مختار.

(٢) والاسم الحشمة وهي الاستحياء واحشمه واحشم منه انتهى مختار.

(٣) اي منعها انتهى قاموس.