رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 114 - الجزء 1

  الكبر فيجاهد نفسه بقلعه وهو أن يتمرن على مخالفة نفسه ويفعل ضد ما تهواه.

  الثالث اجابة دعوة الفقير والمرور الى السوق في حاجة الضعفاء والاقارب وأهل بيته فاذا نفرت منه النفس فذلك علامة الكبر فليجاهد نفسه.

  الرابع حمل حاجته وأهل بيته ففي الحديث «من حمل سلعته من السوق بريء من الكبر» ومما حكي عن عبد الله بن سلام ¥ أنه حمل حزمة حطب فقيل له: ان في غلمانك وبنيك من يكفيك قال: بلى ولكني أردت أن أجرب نفسي هل تنكر ذلك الامتحان الخامس أن يلبس من الثياب النازلة فإن نفور النفس عن ذلك يدل على الكبر.

  فقد قال ÷ «إنما أنا عبد أكل على الأرض وألبس وأعتقل البعير والعق أصابعي وأجيب دعوة المملوك فمن رغب عن سنتي فليس مني» وعنه ÷ «طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسألة وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقة والحكمة طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبي لمن عمل بعلمه وانفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله» رواه الطبراني وهو في كتاب المنذري (وكذلك ان خشي) بترفعه عن دخول الاسواق (الاقتداء به من جاهل يترفع عن ذلك لا لمصلحة بل استعظاماً لنفسه) لم يحسن ذلك (قلت وفي هذه الجملة نظر وجهه ان الله سبحانه اخبر.