فصل
  بسقوط مرتبة نبيه ÷ عند المشركين بسبب دخوله الاسواق ولم يكن ذلك حاملا له على ترفعه عنه مع أنه أحوج الناس الى عدم سقوط المرتبة إلا أن الجهلة لا اعتبار بهم ولا نظر اليهم) يعني فلا يعتبر بخشبية الاقتداء من الجهلة فلا يعتبر إلا بما يجده في نفسه من الكبر وعدمه كا تقدم.
  قلت ويشرع له البيان انه لم يترفع عن ذلك إلا لمصلحة وذلك لرفع التهمة من التكبر و لئلا يقتدى به (تنبيه * ليس بقبيح أن يتكبر على ذوي التكبر لقوله تعالى {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة: ١٢٣]) ولقوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال: ٦٠] فاذا تيقن المصلحة يقيناً صادقاً في اعزام دين الله بلا غرور رجح المصلحه ودفع ما فيه المفسدة (ولقول علي # التكبر على ذوي التكبر تواضع عند الله) فاذا امتحن المكلف نفسه وظهر له ان قد طهرت من هذه المهلكة العظمى وهي آفة الكبر المذموم في سائر أحواله صلح له ان يتكبر على أهل التكبر كا ذكر (قيل ولا منه) أي من التكبر (مدح النفس بما فيها لا على جهة الافتخار) والمباهاة (بل لأظهار نعمة الله عليها لأن الله يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}[الضحى] (أو ليهتدي بهديها) يشرع له أن يظهر لمن يظن أن يهتدي بهدايته لكن مع الاحتياط في أنه لم يكن إلا لتلك المصلحة لأن النفس والشيطان والهوى فيه فقد يغتر بأن ذلك لمصلحته وليس كذلك (أو لئلايستخف بها) فيحسن دفع