مقدمة المؤلف
  عدة الحصن الحصين وغيرها فلعل الامام # أراد ذلك وقد استحسنت أن يقرأ المصلي بعد الفاتحة في الركعتين قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}[القصص: ٦٨] الى قوله {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٧٠}[القصص] {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ١٠}[الكهف] {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ٢٤}[الكهف] وبعدهن في الأولى سورة الضحى وفي الثانية سورة الشرح وقل يا أيها الكافرون والصمد والمعوذتين وقوله نبذ شافية أي قليل من الكلام مبلغ للمرام والنكتة النقطة عبارة عن القلة ولذا قال #: (تتضمن قلة في اللفظ وسعة في المعنى) وهذا هو حقيقة الايجاز في الكلام (ليسهل علي ملازمة مطالعته في أكثر أوقاتي واستصحابه في سفر وحضر وملأ وخلأ) ولما أراد الامام # أن يكون كتابه لتذكير نفسه وأمثاله من أهل المعرفة جعله وجيزاً لاستغنائه وأمثاله عن زيادة الايضاح بالمعارف التي قد أحرزوها.
  وفيها ذكره # دليل أنه لا يحسن لأحد من أهل المعرفة الغفلة عن النظر في هذه الكتب المصلحة للقلب في حال من الأحوال البتة بل ولا في يوم من الأيام كما اعتمده كثير من العلماء الاعلام اذ طهارة القلوب عن ما يكدرها من رين الذنوب والفوز برضا علام الغيوب هذا لأهل المعرفة تذكيراً فأما غيرهم من سائر الناس فواجب متحتم على كل منا معاشر المقصرين أن يتلافى في بقية عمره نفسه وان يجهدها فيها ينجيها من ورطتها قبل يلقي رمسه ما