رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 17 - الجزء 1

  مع أن غير العارف يحتاج الى زيادة الايضاح ولهذا علقت هذا الشرح عليه راجياً من الله تعالى الفوز بالرضوان من لديه مع أني لم أكن من أهل هذا الشأن ولا من فرسان هذا الميدان بيقين ليس كما يفعله المصنفون من هضم النفس لأني في الحقيقة لا شيء لكني مملوء ذنوباً وعيوباً فجعلت هذا لي ولأمثالي متبركاً بالعترة النبوية مستمداً من أنوارهم البهية ولمثل ما قاله الامام # هضماً وأقوله في حقاً (عساه أن يخفف عني من عيوبي وآفاتي) يعني ان ملازمة هذا الكتاب على كل حال وفي كل حال مما يخفف العيوب التي تكون في قلب كل انسان والآفات التي يأتي ذكرها ان شاء الله تعالى في مواضعها وسميته تفاؤلا «كتاب رضا رب العباد الفاتح باب كنز الرشاد» الذي قال فيه الامام #: (وجعلته مشتملاً على مقدمة) هي بفتح الدال المهملة اسم مفعول ما يقدم أمام الشيء وبكسر الدال اسم فاعل ما يتقدم أيضاً أمامه (وفصلين وخاتمة) الفصل ما يكون بين كلامين متغايرين والخاتمة ما يختم به الشيء (فالمقدمة في ذكر سبب عن الموت) مع أنه مشاهد ضرورة فكم من قريب أو مع أنك قد قطعت أنت وإياه الغفلة صديق يموت بين يديك معاينة الأوقات وتعلم يقيناً أنك مثله في صفاتك كلها وجميع أحوالك فتعلم علماً يقيناً أن لا بد أن يكون لك ما كان له وأنك تصير الى ما صار اليه (و) ما سبب (عدم اختيار العقلاء كمال عقولهم ما يفضي بهم الى السعادة الطويلة) التي لا ينقضي