فصل
  وأما في أوصافها فثلاث درجات.
  الأولى: تطويل الركوع والسجود والقراءة والمحافظة على سنن الصلاة والهيئات ان كان في الملأ وترك ذلك ان خلا.
  الثانية: المحافظة على حضور المساجد في أول الأوقات وعلى يمين الصف الأول ونحو ذلك وهي من الأفعال التي يثاب عليها لكنه يعلمه الله أنه لو خلا بنفسه ما بالى أين وقف ولا أي وقت حضر.
  الثالثة: التزيي بزي أهل الفضل والعبادة من رثاثة الثياب ولبس المرقعات واظهار نسك العباد وسمتهم في جميع الأمور تشبهاً بأهل الصلاح وخوف الله تعالى كل ذلك لمقاصد دنيوية وهر في الباطن بعيد عن ذلك كله، هذا رياء أهل الدين وأما أهل الدنيا فرياؤهم بالثياب النفيسة والمراكب الغالية وضروب التجملات بالملابس والمساكن والأثاث وآلات الفضة والذهب والحرير وغير ذلك وكذلك الرياء بالفصاحات وأخبار الأولين والأشعار والامثال ومن ذلك حفظ النحو والاعراب للمباهاة والتفاخر وكذا اظهار غزارة العلم بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة والآثار كل ذلك لاظهارها في المجالس والمواقف والمحافل طلباً للدنيا لا عملاً خالصاً لوجه الله تعالى وإلا فهو من أفضل الأعمال اذا خلص الله تعالى وكذلك كل عمل مبرور يحسن فعله فعلى العبد يفعله ويجاهد نفسه بإخلاصه لله تعالى بالعلاجات التي ستأتي ان شاء الله وإلا انقلب ذلك العمل رياء يعاقب العبد عليه مثل اطعام الطعام والغزو في سبيل الله تعالى والصدقات واظهار الخشوع والهدوء،