فصل
  {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ}[العنكبوت: ٦٤] مع قوله تعالى {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}[آل عمران] الى غير ذلك.
  من الآيات الناطقة بذمها وقوله ÷: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله ø» وقوله ÷ «حب(٢) الدنيا رأس كل خطيئة» وقوله ÷ «من(٣) أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى» (فلو قصد مجرد التلذذ أو التزين والتجمل بذلك فلا بأس فيه لقوله تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ}[الأعراف: ٣٢] الآية وقوله تعالى {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}[النحل: ٨] وقوله تعالى {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ}[النحل: ٦] ونحوه) هذا مع التحري أن يكون من خلال لا شبهة فيه وجهاد النفس الأكبر لئلا يدخل فيه شيء مما لا يجوز من كبر أو فخر أو استحقار للغير أو تضييع شيء مما يجب من الطاعات لله تعالى الذي خلق لها فعلى هذا أنه يعرض نفسه لتكليف المجاهدة والحذر عن عدم الاشتغال بالأهم فالأهم وأما التحريم فلا (ويحمل ما ورد من الزجر عن رفع البنيان على ما قصد به للمكاثرة والمفاخرة لا ما كان لمجرد التجمل) والمحتاج اليه وكل على قدر حاجته ومرتبته وفقره وغناه ونحو ذلك (فقد فعله كثير من الصحابة والتابعين وصالحي العلماء كالزبير وابن المبارك ومحمد ابن الحسن لكن لا شك ان الأولى الترك خاصة ممن يقتدى
(١) اخرجه ابو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في المختار انتهى.
(٢) اخرجه البيهقي في الشعب عن الحسن مرسلاً.
(٣) اخرجه أحمد والحاكم في المستدرك عن أبي موسى.