رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 164 - الجزء 1

  به فإن ذلك من بواعث دواعي الحرص على الدنيا وملاذها فيقع الاشتغال عن الآخرة والسعي لها) قال الله تعالى {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ١٩}⁣[الإسراء] ومن السعي لها ترك ما يشغل عنه من أمور الدنيا لأن الله ø لا يعتبر الدنيا وإنما العبرة بالآخرة اذ لم تكن الدنيا إلا مزرعة لها ووصلة اليها (وهي البغية المقصودة) فالاشتغال بغيرها لا يحمد بل يكون مذموماً لمناقضته تقديم الأهم لا سيما الاشتغال بما فوق الحاجة من البناء فإنه يفوت فيه أوقات كثيرة وأموال جزيلة فيما لم يكن أهم من ذلك وفيها تكليف وخطر لما تقدم من وجوب المجاهدة للنفس والهوى (ولظواهر احاديث تقتضي التحريم) المطلقة في التطاول في البناء فوق الحاجة (وأقل أحوالها الكراهة) التي يثاب تاركها ويحمد عند كل عاقل فكيف يتطاول في البناء مع قوله ÷ في آخر حديث «أما أن كل بناء وبال على صاحبه إلا مالا الا مالا» رواه أبو داود في حديث طويل وقوله ألا مالا أي ما لا بد منه للانسان من ما يستره من الحر والبرد والسباع ويحفظ أمتعته ودوابه ونحو ذلك وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله ÷ «كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا وأشار بكفه - وكل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به» رواه الطبراني وعن جابر ¥ قال: قال رسول الله ÷ «اذا أراد الله بعبد شرأ خضر له في اللبن والطين حتى يبني» رواه الطبراني في الثلاثة بأسناد جيد وفي رواية اذا اراد الله