رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

المقدمة

صفحة 24 - الجزء 1

  يحشر مع الشهداء أحد؟ قال: نعم، من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة.

  وعنه ÷(⁣١) «لو ان البهائم تعلم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سميناً».

  وسيأتي فضل ذكر الموت (وقريب من هذا الغفلة عن ما بعد الموت) من القبر وأهواله والبعث والحشر والنشر يوم القيامة وطوله كما قال الله تعالى {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤}⁣[المعارج] ومواقفه كذلك خمسون الفاً في الحساب الشديد قلت: وأعظم غفلة عدم تأمل الفرق بين سرعة زوال الدنيا والخلود في الآخرة الدائم الابدي السرمدي وقد ضرب في ذلك مثل لو أن الله تعالى خلق ملء الأرض الى السماء خردلا وخلق طائراً يلتقط في كل مائة الف سنة حبة ثم كذلك لافنى ذلك كذلك وأهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.، وهذا مثل في الشاهد لينظر المطلع ما نسبة عمره من الخلود فهلا عمل في الاقصر للأطول وهذا معنى قوله # (وعدم اختيار العقلاء كمال عقولهم ما يفضي بهم الى السعادة الطويلة) مع أنهم لم يكلفوا إلا ما يطيقونه مع أن الله سبحانه مع أن الله قد سهل لهم الطريق اليها وتفضل بأن جعل الحسنة بعشر أمثالها وقد تزيد إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء والسيئة بمثلها وقد يعفو وفتح لهم باب التوبة ودعاهم اليها


(١) أخرجه البيهقي في الشعب عن أم حبيبة ولفظه لو تعلم البهايم من الموت ما يعلم بنو آدم الخبر بلفظه.