المقدمة
  مرارا وكررها في كتابه العزيز كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا(١) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[التحريم: ٨] الآية وغيرها من الآيات من الكتاب والسنة النبوية (قيل ان الكنز المراد في قوله تعالى {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}[الكهف: ٨٢] لوح من ذهب مكتوب فيه: عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن) يعني والله أعلم أن ما قدره الله تعالى لا بد منه مع أنه لا يقدر إلا الخير (وعجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب) لأن ما قد قسمه الله له من الأرزاق فإنه يأتيه لا ينقص منه شيء وهذا لا يناقض ما ورد من قوله ÷ «لا يعدو امرؤ ما كتب له فأجملوا في الطلب» ولا ما ورد من الحث على طلب الحلال اذا كان بإجمال إنما المذموم الحرص ونحوه (وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح) لأنه لا يزال متوقعاً له في كل حال إذ لا يأمن هجومه عليه في كل لحظة و طرفة (وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل) وهو محاسب على الصغير والكبير والنقير والقطمير وهما النقرة في ظاهر النواة والقشرة التي عليها تسمى قطمير بل ومثاقيل الذر قال تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[الزلزلة: ٧] الخ (وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن اليها) مع أن كل عاقل قد تيقن غرورها وخدعها ومكرها فمن أغتر بها صرعته ومن ركن
(١) خالصاً صادقاً من قلوبكم وهو الندم بالقلب والاستغفار باللسان والعزم على ان لا يعود اليه ابدأ.