رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 221 - الجزء 1

  فقال: يا محمد بلغنى أن بينك وبين أبي الحكم حسباً وأنا أستشفع بك إليه فأتاه فقال له قم فاذ الرجل حقه فقام مسرعا حتى أدى اليه حقه فلما رجع الى مجلسه قال له بعض أصحابه كل ذلك فرقا؟ قال ويحكم أعذورني انه لما أقبل الي عن يمينه رجالا بأبديهم حراب تتلألأ وعن يساره ثعبانين تصطك اسنانها وتلمع النيران من عينيها - فلو امتنعت لم أمن أن يبعجوا⁣(⁣١) بالحراب بطني ويبتلعني الثعبان (وحسن هذا النوع مشروط بان يعلم قصده بان لا يظن به ارادة تعظيم الظالم فان خشي عروض هذا الظن ترك ذلك لمعارضة المفسدة المصلحة). ومن القواعد الأصولية ترجيح ترك المفسدة على فعل المصلحة.

  (تنبيه لو أن الظالم وصل الى الفاضل أو العالم تعظيما له فلا بأس بالقيام له تعظيما وتلقيه مكافأة له على معروفه).

  اذ في ذلك ارشاد للدين ورفع لاهله الصالحين وهو معنى قوله # (أو لمصلحة دينية كاستدعائه بذلك الى تعظيم الفضلاء ورفع شأنهم وعدم تنفيره عنهم) هذا (ما لم تعارض المصلحة مفسدة راجحة أو مساوية) فلا يجوز ذلك التعظيم مع حصول المفسدة لما قدمناه من وجوب ترك المفسدة ولو وجدت المصلحةلمعارضة المفسدة لها (وليس له) أي الفاضل (أن يكافيه بوصول منزله) أي منزل الظالم (المعظم)


(١) بعج بطنه شقه بالسكين انتهى مختار.