رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 223 - الجزء 1

  تفسير قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ}⁣[النساء: ٩٧] الآية: وهذا دليل على أن الرجل اذا كان في بلد لا يتمكن من اقامة أمر دينه كما يجب لبعض الاسباب والعوائق عن أمر الدين لا تنحصر أو علم انه في غير بلده أقوم بحق الله تعالى وأدوم على العبادة حق عليه المهاجرة.

  قلت ومن الادلة قوله تعالى {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ٥٦}⁣[العنكبوت] وقوله تعالى {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٩٥] الآية.

  واعلم أنها تجب الهجرة عن دار الحرب ودار الفسق الا لمصلحة عامة زائدة على مصلحة الهجرة لا مثلها ولا دونها في أمر الدين كالارشاد للضال وتعليم الجهال ونحو ذلك مع تحتمه عليه وعدم من يقوم به، وتتضيق الهجرة بطلب الامام فلم تحل الاقامة بعده ولو لمصلحة إلا باذنه أو لعذر ظاهر من حبس أو مرض أو خوف سبيل أو خشية أخذ مال مجحف قال الله تعالى {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}⁣[النساء: ٩٨] الآية (نكتة من البدع المحدثة) وهي داخلة (في المداهنة) وهي (التعبد لغير الله في المحاورة) أي المراجعة في الكلام.

  (و) كذا (المكاتبة) بان يزيد في مدح المكتوب اليه الى ما لا يليق ويكثر التذلل له الى ما لا يحسن (ولم يكن ذلك معروفاً على عهد رسول الله ÷ وعهد أصحابه بل صفة مكاتبتهم أن يقولوا بعد البسملة) في أول الكتاب (من فلان ابن فلان الى فلان سلام عليك فاني أحمد الله اليك واعرفك بكذا ويؤخذ قبح ذلك من قوله ÷ «من