رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 224 - الجزء 1

  ملك عبدا أو امة فلا يقل عبدي ولا امتي وليقل فتاي أو فتاتي فان العباد عباد الله والإماء إما الله» أو كما قال) ÷ قلت فان خشي الفاعل لذلك التهمة بالرياء فعل ما يتعارف به من دون مبالغة في المدح والتذلل وذلك يختلف باختلاف الاحوال والاشخاص وجلب المصالح الدينية ودفع المفاسد والله أعلم.

  (ومنها الدعاء لاهل الدول بتخليد الملك) والبقاء له (في المحاورة والمكاتبة اذ فيه طلب ما أخبر الله بان لا يكون) أي التخليد والبقاء في هذه الدنيا وكم وردة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷ «من وصف الدنيا بسرعة تقلبها وتقضيها وفنائها فكيف طلب ما لا يكون هذا على جهة الكراهة» (وأما اذا كان المدعو له ظالما فمحرم للخبر من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصي الله في أرضه) فكأنه دعا ببقاء العصيان لله تعالى (ففيه تصريح بعدم جواز الدعاء للظالم بالبقاء فكيف بالتخليد وأما الدعاء بالبقاء للمحق فحسن) لأنه يتضمن بقاء الحق والعدل وهي من طاعة الله تعالى (وكذا استعمال الألقاب المعتادة في المكاتبة) والمحاورة (كشمس الدين ونحوه) عز الدين شرف الدين جمال الاسلام وغير ذلك (فإنه لا بأس به وان كان مبتدعاً لجريه مجرى اسماء الاعلام المتضمنة تشريفاً كصالح وفاضل) قلت ولان رسول الله ÷ كان يدعو أصحابه بأحب الاسماء اليهم وهو من حسن الاخلاق الموجبة