فصل
  ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة(١)» ومن دعائه ÷ «ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ(٢) علمنا») وقد تقدم في المكاثرة أحاديث نبوية في ذم الدنيا فارجع له تفضلا وهذا مزيد في موضعه حكى المنذري في كتابه عن عبد الله بن مسعود ¥ عن النبي ÷ انه قال «من أشرب قلبه حب الدنيا التاط منها بثلاث: شقاء لا ينفذ عناه، وحرص لا يبلغ، وأمل لا يبلغ منتهاه، فالدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يدركه الموت فيأخذه ومن طلب الأخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه» رواه الطبراني باسناد حسن وعن عمران بن حصين ¥ قال: قال رسول الله ÷ «من انقطع الى الله ø كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع الى الدنيا وكله الله اليها» رواه ابو الشيخ في الثواب.
  وروي عن أنس بن مالك عن النبي ÷ «من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه تعالى ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكو
(١) اي منقادة له انتهى.
(٢) بحيث تكون جميع معلومات الطريق المحصلة للدنيا والعلوم الجالية لها بل ارزقنا علم طريق الآخرة انتهى من فيض القدير شرح الجامع الصغير للعلامة محمد عبد الرؤف المناوي.