رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 234 - الجزء 1

  في هذه الدار العاجلة التي هي مزرعة الآخرة وما خلا عن هذه النية فهو دنيا مذمومة اما معصية يجب تركها أو غير معصية مندوب تركها لقول الامام # (وقوله ÷: «لا يصيب عبد من الدنيا شيئاً الا نقص من درجاته عند الله وان كان كريماً») فدل على ما ذكر (وتلخيص ما ذكره في التكملة أن الدنيا المنهي عن حبها هي الشرف والمال المطلوبان للمكاثرة والمباهاة والعلو على من لم يحصل له) مثل ذلك (لا لمصلحة دينية ودليله) من كتاب الله تعالى قوله ({تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٨٣}⁣[القصص] و) من السنة النبوية (قوله ÷: «ما ذئبان ضاريان في زريبة غنم بأكثر فساداً من حب الشرف والمال في دين الرجل المسلم») دل ذلك على ما ذكره # (وليس من المنهي عنه محبة جمع المال لتحصيل الكفاية) اذا صدقت النية في ذلك لأن النفس تميل الى التكاثر فتسول للانسان مع الشيطان والغرور أن ذلك للكفاية وليس الا للتكاثر فليحذر من ذلك من أراد الجمع ويذكر أن قول الله تعالى {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ٢}⁣[الهمزة] وارد في صفة الذم والوعيد والعمدة النية وتختلف النية باختلاف الاحوال والاشخاص والتكليفات فالامام الاعظم القائم بأمر الامة يحتاج مالا يحتاجه غيره من الاعتداد ولما يزيد في الاسلام والمسلمين ثم كل بقدر حاجته (ولا محبة حفظ المال من دار وعقار وذهب وفضة ونحو ذلك