رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 235 - الجزء 1

  والاحتراز عليها من الاضاعة) لان اضاعة المال في غير منفعة عن ذلك واجب وعدم الحفظ يعد من السرف فيكون الحفظ قبيح عقلا وشرعا (ولا محبة التلذذ بالمباحات من مطعم ومشرب وملبس ومركب ومنكح وبنيان) بلا تطاول ولا مباهاة ولا لهو عن الواجب من الطاعات (فليس شيء من ذلك بخطأ لقوله تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}⁣[الأعراف: ٣٢] الآية) فدلت على الحل مهما تجردت عن ما يحرم وكل ذلك مرجعه الى النية فانها هي العمدة في كل عمل (وكذلك ما كان مما ذكر لطلب تجمل في الناس فلا بأس به ومعنى التجمل حصول جمال يحترن به من حصل له عن حظ مرتبته) اللائقة به (و) دفع (الاستخفاف به المخالف لما يستحقه في ظاهر حاله فبهذا التفسير والتقرير الاخير يتيسر الامر في مجانبة الدنيا المذمومة واطراحها على من له أدنى مسكة) في عقله ودينه وايمانه لانه لم يبق الا ما هو قبيح عقلا وشرعا (فان طلب الشرف والمال للعلو لا يكثر وقوعه من أهل قوة الايمان) وقد لا يكون منهم ذلك على جهة القصد والتعمد (انما يقصده ويتعمده المجترئون المتمردون الغافلون عن الله بالكلية) ذلك وسبب في الغالب الجهل والاقبال على الدنيا قبل التيقظ لما يجب في أول النشأة من معرفة الله تعالى وعظمته والعلم بشريعته والعمل بما علمه اذ قد يأنس العالم بعلمه حتى يصير ألذ الاشياء عنده من جميع الملاذ الدنيوية كلها وهذا مراد الله تعالى من عبده في هذه الدنيا فهذا السبب هو الداء العضال