رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 237 - الجزء 1

  أولها (حب المال) وهو الحرص عليه والبخل به عن الانفاق فيما شرع الانفاق فيه من واجب ومندوب (و) الثاني (حب الجاه) وهو أعظم من طلب المال لان الجاه طلب ملك قلوب الناس ليستعمل أربابها فيما يريد فان كان المراد تحصيل الدنيا فإنه من المحظورات المهلكة وسيأتي بيانه ان شاء الله تعالى وإن كان المراد لامر الدين فهو من أعظم القرب الى الله تعالى (و) الثالث (حب الشهوات) فانه مهلك لا محالة واللائق بالعبد في ذلك أن يسلك الطريق المحمودة (فأما المال فيأخذ منه قدر كفايته) كقدر القوت من الطعام والقميص من الأثواب الذي يستر به عورته وجوباً وبدنه لما يجب ويسن ستره حال الصلاة ويقى عن ضرر الحر والبرد وكل ما لا بد للانسان منه ليتأتى له البقاء والصحة التي يتوصل بها الى ما يجب عليه من العلم والعمل فما هذا حاله وكان القصد به وجه الله فانه أعمال الآخرة (وأما الجاه فيترك المحافظة عليه واللهج⁣(⁣١) به الا ما كان منه لأجل الدين وفي نقصه نقص له) أي للدين فان طلب الجاه لأجله محمود كأن يكون قصد طالبه ليسمع منه الوعظ والنصيحة وتعليم معالم الدين الواجبة والمندوبة وما يحرم ويحل واذا ترك المحافظة عليه لم يظفر بذلك الامر الديني لكنه يحتاج هذا الى جهاد النفس في اخلاص النية لئلا يشوبها أمر دنيوي لان النفس غرور مائلة الى الدنيا فقد يغتر أولا أنه لاجل الدين ثم ينقلب لأجل


(١) لهج بالشيء لهجاً من باب تعب، أولع به انتهى مصباح.