رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 238 - الجزء 1

  الدنيا فليس الا الاستعانة بالله تعالى على خلوص العمل ليكون موصلا الى رضاه (وأما الشهوات ففي الحلال غنية عن غيره فيقتصر منه على قدر الضرورة) وهي باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وقد جعل الله للعبد العقل والشرع يدلانه على الصواب أو يردانه ما لا يحسن فلا يطلب الزيادة على ما لا بد منه ليهون عليه الامر ويظفر بالفوز بالسعادة في الدارين بعون الله تعالى (وعلى العبد مجاهدة النفس وليس له مع ذلك الا اعانة الله ومادته) أي امداده وهو الزيادة في الهدى كما قال تعالى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣[محمد: ١٧] (ولطفه ورحمته) ولا يحصل ذلك الا مع الاقبال على الله بأداء ما أوجب والانتهاء عما نهى عنه ومما أوجب الله مجاهدة النفس عما لا يجوز مما تقدم ويأتي وليس على العبد غير ذلك.

فصل

  ومما يجب اجتنابه (محبة الجاه و) محبة (الشهرة) المحرمة (وهي نوع خاص من محبة الدنيا) المذمومة في كتاب الله وسنة رسوله ÷ (دعا الى افرادها بالذكر مسيس الحاجة الى التحرز عنها ومعنى الجاه) وحقيقته (ملك القلوب المطلوب تعظيمها وطاعتها) لمن له الجاه (ليستعمل) طالب الجاه (اربابها) اي