فصل
  أرباب القلوب (في اغراضه ومآربه) رغباً منهم لا رهباً منه لان صاحب الجاه يطلب أن يسترق الاحرار ويستعبدهم طوعاً لان القلوب تابعة للاعتقادات الواقعه فيها لصاحب الجاه من فضل أو علم أو كمال أو غير ذلك والعبرة بحصول الاعتقاد وان لم يكن مطابقاً للواقع فاذا وقع الاعتقاد ملك صاحب الجاه قلب المعتقد فيه طوعاً فعلمنا أن معنى الجاه قيام المنزلة في القلوب لاعتقاد صفة من صفات الكمال وبقدر الاعتقاد في صاحب الجاه تذعن له القلوب ويملكها طوعاً فهذه حقيقته (وأصل الجاه انتشار الصيت وحصول الشهرة وهما مذمومان) قال الله تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا}[القصص: ٨٣] فجمع بين ارادة العلو والفساد وبين أن الدار الآخرة للخالي عن الارادتين وقال تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}[هود: ١٥] الى قوله {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦}[هود] وهذا متناول بعمومه لقبح حب الجاه ومن السنة النبوية قول الامام # (وكفى. في ذمها ما رواه أنس «حسب امرئ من الشر الا من عصمة الله أن يشير الناس اليه بالاصابع في دينه ودنياه») وقال ÷ لعلي # «انما هلاك الناس باتباع الهوى وحب الثناء» وقوله ÷ «ان الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم» وقد ذكره ذكر الحسن البصري ¥ تأويلا حسناً للحديث الذي ذكره الامام # لما قيل