فصل
  له يا أبا سعيد ان الناس اذا رأوك أشاروا اليك بالاصابع قال انه لم يعن هذا انما عني به المبتدع في دينه الفاسق في دنياه قال الامام المؤيد بالله يحي بن حمزة وأقول لقد أصاب فيما ذكره فان الرسول ÷ والائمة من بعده كانوا يشار اليهم بالاصابع ولكن لما كانوا أئمة الحق وهداة الدين وسالكين طريق الآخرة وفي الانوار المضيئة للامام يحي #.
  وقال ÷ «لا يستكمل عبد الايمان بالله تعالى حتى يكون لا يعرف أحب اليه من يعرف وحتى يكون قلة الشيء أحب اليه من كثرته» (وعن علي # تبذل ولا تشتهر ولا ترفع شخصك لتذكر تعلم واكتم واصمت تسلم تسر الابرار وتغيظ الكفار) وصدق ÷ فان مع الخمول تزكو الاعمال ويلتفت الانسان الى اصلاح أمر الآخرة الذي هو أن العمدة (وذم الشهرة مدح للخمول وتنبيه على فضله ويدل عليه ماروى عنه ÷ رب أشعث أغبر ذي طمرين(١) لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره) تمامه منهم البراء بن مالك وفي حديث آخر «رب أشعث ذي طمرين لو قال أسألك الجنة لاعطاه الجنة ولم يعطه من الدنيا شيئا» (وعنه ÷ «ان من أمتي من لو أتى أحدكم يسأله ديناراً لم يعطه إياه ولو سأله درهما لم يعطه أياه ولو سأله فلساً لم يعطه اياه ولو سأل الله تبارك وتعالى الجنة
(١) الطمر الثوب الخلق والجمع اطمار مثل سبب واشبان انتهى مصباح.