فصل
  هو الغيبة والوقيعة والمدح هو الثناء ولذلك آفات فآفات المادح أربع: الأولى أنه ربما يفرط في المدح فينتهي الى الكذب.
  الآفة الثانية أنه يدخله الرياء فانه بالمدح مظهر للحب وقد لا يكون مضمراً له فيكون مرائياً منافقاً.
  الثالثة أنه قد يقول ما لا يتحققه ولا سبيل له الى الاطلاع عليه.
  الرابعة أنه قد يمدح الممدوح وهو ظالم أو فاسق فذلك غير جائز قال الرسول ÷: «ان الله ليغضب اذا مدح الفاسق».
  وأما آفات الممدوح فهي آفتان: الاولى أنه يحدث فيه كبراً وعجبا وهما مهلكتان.
  الثانية أنه اذا أثنى عليه بالخير فرح به ورضي وفتر من نفسه وقل تشميره لأنه لا يشمر الا من رأى نفسه مقصراً ولهذا قال ÷ للمادح «قطعت عنق صاحبك لو سمعه ما أفلح» وقال ÷ «اذا مدحت أخاك في وجهه فكانما أمررت على حلقه الموسى» وقال أيضاً لمن مدح رجلا «عقرت الرجل عقرك الله» وقال أيضاً ÷ «لومشى رجل الى رجل بسكين مرهف لكان خيرا له من ان يثنى عليه في وجهه» وهذا كله لان المدح يورث الكبر والعجب وهما مهلكان كالذبح فان سلم المادح والممدوح عنه هذه الآفات لم يكن به بأس ولهذا فان الرسول ÷ أثنى على نفسه بقوله «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» أي ليس افتخاراً كما يفعله الناس لان افتخاره انما هو لقربه من الله وقوله «أنا أول شافع وأول مشفع وأول من تنشق عنه الارض» وقال في أمير المؤمنين علي # أقوالا كثيرة في مناقبه وفضائله