رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 246 - الجزء 1

  النصيحة فقيل يا رسول الله لمن قال الله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين» وفي حديث عنه ÷ «قال الله تعالى أحب ما تعبد به عبدي النصح» وعن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله ÷ بيدي فاشترط على النصح لكل مسلم وفي آداب الاخوة ويديم نصيحته قال ميمون بن مهران لبعض اخوانه؛ قل لي في وجهي ما أكره فان الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره ذكر ذلك في الارشاد (فان من يهدي عيوبك اليك فقد أرشدك الهلكة لتتقيها الثاني) من الأوجه التي لا يخلو منها الذام (الصدق وقصد الايذاء والتعنيت⁣(⁣١)) فاذا قصد الذام لك ذلك (فينبغي) لك (ان تحضر خاطرك انك قد انتفعت بقوله اذ أرشدك الى عيبك ان كنت جاهلا له وأذكرك اياه إن كنت غافلا عنه وقبحه في عينك تقبيحاً يبعث حرصك على ازالته ان كنت قد استحسنته وكل ذلك من أسباب السعادة وقد استفدته منه وما صفتك) معه (الا صفة رجل أراد الدخول على ملك وفي ثوبه عذرة فقيل له أيها المتلوث بالعذرة طهر ثوبك عنها فتلك عنيمة في حقه اذ ربما لو دخل على الملك وحالته تلك لم يأمن أن يسلبه حياته) وهذا مثال في الشاهد ضربه الامام # لمن ينبهك على عيبك فانه أحسن اليك في الحقيقة وان ذمك بذلك في الظاهر (فأما قصد الذام هذا الايذاء والتعنت فجنايته منه على


(١) العنت الخطأ وهو مصدر باب تعب والعنت المشقة يقال انتهى. مصباح.