فصل
  والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» , رواه في العدة.
فصل
  ومما يجب مجاهدة النفس عنه لانه من المهالك (البخل)(١) هو (عبارة عن شدة حب المال الحاملة على منعه وان وجب بذله وهو في التحقيق نفس المنع وانما الحب سبه كما تقدم في الجبن) قال الامام المؤيد بالله في التصفية ما معناه قيل: حد البخل هو منع الواجب وليس هذا بكاف فانه من رد اللحم الى القصاب والخبز الى الخباز لنقص حبة خردل فانه بخيل بالاتفاق وكذا ما أشبه ذلك والصحيح أن البخيل من منع من بذل واجب الشرع أو واجب المروءة والسخي عكسه، فواجب الشرع هو الزكاة.
  قلت وكذا الفطرة والكفارات أن وجبت وقضاء الدين وما يجب من الانفاق على النفس ومن تجب نفقته وواجب المروءة منع ما يجب من المضايف مكافأة أو كان في البوادي والوبر والاستقصاء في المحقرات فمن كثر ماله فانه يستقبح منه الملاحقة في الدانق وقد قال الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}[آل عمران: ١٨٠] قال عز من قائل {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}[النساء: ٣٧] وقال تعالى {وَمَنْ يُوقَ
(١) البخل في الشرع منع الواجب وعند العرب منع السائل يفضل عنده انتهى. مصباح.