فصل
  (فانما الاعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى) وقد تقدم ذلك مروياً عن رسول الله ÷ (وإن أمكن استحضار النية الحسنة الكاملة في المندوبات والمباحات على سبيل التفصيل عند كل فعل فعل) يعني كلما فعل فعلا استحضر النية الصالحة عند أن يفعله حتى لا يفعل فعلا من دون نية (فهو أتم وأفضل والا) يمكن ذلك (فعلى سبيل الجملة ولو) نوى (قبل وقت الفعل) فانها تجزيه (على ما ذكره بعض العلماء رحمهم الله تعالى ففيه خير كثير) هذا في المندوبات والمباحات (وأما الواجبات فنياتها واجبة لازمة لا بد منها) ولا تصح وتجزى إلا بها في جميع العبادات البدنية والمالية كما لا يخفى (ولا ينبغي أن ينوى العبد بما يفعله مجرد حصول الثواب والهرب من العقاب فان هذه النية لا تجزيه ولا تطابق مراد ربه ولا ترضيه) إذ لا يطلب بها العبد إلا حفظ نفسه لارضاء ربه و مالكه جل وعلا (بل يكون صفة نيته ما تقدم) في قوله # «اللهم ما أتيته من كل فعل وتجنبته منه فان ذلك لكل وجه حسن تريده على الوجه الذي تريده الخ» (ثم) بعد هذه النية (ليعلم ان الثواب حاصل له لا محالة عندها و) كذلك (العقاب) فانه (منتف) عنه (لكن) لا يحصل الثواب وينتفي العقاب ويكون رضاء الرب ø الا (بشرط القبول فليجتهد فيما به يحصل القبول من الاخلاص) في العمل بعد النية لله تعالى خالصة لا يشوبها شائب (وتجنب المحبطات) من رياء أو