رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 289 - الجزء 1

  وابن حبان في صحيحه قلت: ويمكن الجمع بينهما بأن العبرة بحال المتصدق فان من كان يخشى أن يتوجه عليه واجب مثل الانفاق على من تجب عليه نفقته فلا ينفق الا عن غناء وان لم يخش ذلك وعرف من نفسه الصبر على المشقة بحيث لا يؤدي الى محظور فجهد المقل أفضل.

  وأما قوله # وتتفاوت في الفضل ... الخ فالنية ان تكون خالصة لله تعالى سالمة مما يشوبها من كل مطلب دنيوي.

  وأما العطية ففي كثرتها وحسنها قال الله تعالى {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢] وأما الوقت فذلك كالأوقات الفضيلة مثل رمضان لا سيما العشر الأواخر منه ويوم عرفة والجمعة وليلتها ونحو ذلك وأما الشخص فكأن يكون من أهل التقوى ومن أهل البيت النبوي وشيعتهم ونحو ذلك.

  وأما الحاجة فذلك ظاهر فانها تتفاوت الأحوال فيها والضرورات ونحو ذلك نسأل الله تعالى ان يكفينا من فضله ويقود بنواصينا الى ما فيه رضاه آمين.

فصل

  في (الجود) وهو الثاني من الثمانية عشر (قد اختلف في معنى الجود فقيل بذل الموجود وقيل الانفاق بحسب التدبير وهو ما قضى به العقل والشرع أو أحدهما) يعني العقل