فصل
  والشرع وذلك (كالواجبات) وهن قسمان واجب بالشرع مثل الزكاة وسد رمق محترم الدم وانفاق من يجب عليه انفاقه والضيافة على أهل البوادي التي لم يكن فيها من يصلح الزاد للوافد ولو بأجرة وهذا من القسم الثاني وهو واجب المروءة ويلحق به عدم الاستقصاء في المحقرات ومكافأة من أحسن اليه فمن منع من هذين القسمين كان بخيلا ومانع واجب الشرع أبخل ومن لم يمنع من ذلك بل بذلها بطيب نفس فقد اتصف بالجود الواجب شرعا ومروءة.
  وأما الانفاق فالمحمود الوسط كما قال الله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ٦٧}[الفرقان] وقال تعالى مخاطباً لرسوله ÷ {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ٢٩}[الإسراء] وقد تقدم شيء مما ورد عن رسول الله ÷ في ذلك وروى عن ابن عباس ¥ قال سمعت رسول الله ÷ يقول «السخاء خلق الله الاعظم» رواه أبو الشيخ ابن حبان وروى عن عائشة عنه ÷ «ما جبل ولي الله ø الا على السخاء وحسن الخلق» رواه أبو الشيخ أيضاً وروى عن عمران بن حصين ¥ قال قال رسول الله ÷ (ان الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم الا السخاء وحسن الخلق الا فزينوا دينكم بهما» (ثم المندوبات) وذلك كالصلات التي لم تكن واجبة سواء كانت