رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 292 - الجزء 1

  أنه قال «تهادوا⁣(⁣١) فان الهدية تذهب الضغائن» وباسناده الى انس عن النبي ÷ أنه قال «من لقم أخاه المسلم لقمة حلو صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة» (وما جرت به العادات) بين الناس من الهدايا والضيافات التي لم تكن واجبة وايضاً هذا في المبتدي وأما المكافات فإنها واجبة (وما قدمه الانسان لنفسه فكنز موضوع لوقت حاجته) يعني أن الأعمال الصالحة التي يعملها العبد ويحتسبها عند الله تعالى كالكنز الموضوع الذي ينتفع به عند الضرورة اليه كما قال الله تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}⁣[المزمل: ٢٠] مع أن الله تعالى جعله كالفرض الذي يجب قضاؤه في أول هذه الآية بقوله: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}⁣[المزمل: ٢٠] وقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}⁣[البقرة: ٢٤٥] وغير ذلك من الآيات الدالة على مضاعفة الأعمال.

  وفي قوله كثيرة ولم يبين قدرها أشعار بكثرة الاضعاف مع أن هذا قول أكرم الاكرمين وأرحم الراحمين فكيف بمبالغته بمضاعفة ثوابه في كتابه الكريم وعن رسول الله ÷ حين سأله أبو ذر ¥ ما الصدقة؟ قال: «أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد» ثم قرأ هذه الآية قال في الثمرات: قال الثعلبي: لما نزلت الآية: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ}⁣[البقرة: ٢٤٥] الآية قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله ان


(١) اخرجه البيهقي في الشعب عن اس.