فصل
  رواية ان رسول الله ÷ قال: «ليس من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته أي شره وفحشه» وعن أنس قال قال رسول الله ÷ «من سره أن يسلم فليلزم الصمت» رواه ابن أبي الدنيا وغيره وعن أبي هريرة عنه ÷ انه قال: «ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين(١) فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي إلا أنهما قالا ان الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً» قوله ما يتبين فيها أي ما يتفكر هل هي خير أو شر وروي عن النبي ÷ أنه قال أن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقى لها بالا(٢) يرفعه الله بها درجات في الجنة وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم» رواه مالك والبخاري والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم حكى هذه الاخبار عبد العظيم المنذري (وعنه ÷ «من وقاه الله شر اثنين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه» رواه مالك) وقد تقدمت اخبار بمعناه وفي فضل الصمت أحاديث كثيرة (وقيل الصمت حكم وقليل فاعله وقيل العبد اذا سكت عن فضول الكلام تكلم القلب ونوره الله
(١) ما يتبين فيها أي ما يفتكر هل هي خير أو شر انتهى. منذري.
(٢) البال القلب انتهى مختار. اي ما يفكر بقلبه فأطلق الظرف وأراد به المظروف الذي هو العقل والله اعلم.