رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 39 - الجزء 1

  حتى صرت الآن أعجب ممن لا يحب الموت.

  وفيه أيضاً في تفسير «من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» قالت عائشة اكراهية الموت فكلنا نكره الموت؟ قال: «ليس كذلك ولكن المؤمن اذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وان الكافر اذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه» وعن أنس مثله إلا أنه قال «ولكن المؤمن اذا احتضر جاءه البشير من الله فليس شيء أحب اليه من ان يكون قد لقي الله، وان الفاجر أو الكافر اذا احتضر جاءه ما هو صائر اليه من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه» رواه احمد قلت: ولا ينبغي تمني الموت لما رواه في الشفا خبر وعن⁣(⁣١) أنس أن النبي ÷ قال: «لا يتمني احدكم الموت لضيق ما نزل به؛ فإن كان ولا بد متمنياً فليقل: اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيراً لي» وفي رواية «لا يتمنى أحدكم الموت لضر ما نزل به» دل على انه لا ينبغي ذلك لضيق أو ضر أو مرض بل يقابل المؤمن ذلك بالصبر الجميل والرضى بالقضاء قال الله تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}⁣[الزمر] وعن رسول الله ÷ «من ابتلي فصبر لقي الله ولا حساب عليه» وعنه ÷ «لن تعطوا


(١) اخرجه أحمد والشيخان وابن داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن انس.