فصل
  عطاء خيراً أوسع من الصبر، وعنه ÷ «الصبر ضياء» وعنه (اذا أحب الله عبداً ابتلاه فإن صبر اجتباه وان رضي اصطفاه».
  وسيأتي ان شاء الله تعالى ما ورد في الصبر في موضعه.
  (القسم الثاني) في ذكر السبب في غفلة العبد عند قيامه لمناجاة ربه في الصلاة مع انه حاضر لديه ورقيب عليه عالم بضميره وما توسوس به نفسه وما يكنه في صدره ويخفيه سره، كيف لا يستحي مع أنه في قبضته يتصرف به كيف بشاء فكيف لا يخاف سطوته(١) به حيث لا يتذلل له ولا يعظمه حق تعظيمه مع أنه المنعم عليه بكل النعم التي لا تحصى والحافظ له في كل حال فكيف يعصى (ان من المعلوم ان المنتصب لخطاب ملك من ملوك الدنيا) وإن كان في الحقيقة مثله ضعيف حقير محتاج في كل لحظة الى الملك الاعلى إلا أن هذا من التمثيل بالمشاهد ليكون له موقع في نفس المخاطب رجاء أن ينتبه من غفلته ويصحو من سكرته فكيف (يجمع قلبه للاقبال عليه) أي على ذلك الملك الضعيف المحتاج (ويحسن التودد اليه) لرجاء شيء حقير دنيوي فان إن قدر ذلك الملك على أن يوصله اليه وأذن له مالك الجميع مع أن راجيه لا يعلم هل ذلك الشيء خير له أم شر اذ يعلم بمصالحه غير خالقه ومع ذلك فإن هذا المنتصب بين
(١) أي قهره وبطشه.