رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 358 - الجزء 1

  بِجَهَالَةٍ}⁣[الحجرات: ٦] الثاني أن ينهاه وينصحه ويقبح له ما فعله.

  الثالث أن لا تظن بأخيك الغائب سوءاً لقول الله تعالى {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}⁣[الحجرات: ١٢] الخ.

  الرابع ان تبغض النمام في الله لأنه بغيض عند الله.

  الخامس ان لا يحملك ذلك على التجسس لقوله تعالى {وَلَا تَجَسَّسُوا}⁣[الحجرات: ١٢] السادس أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه فلا تقول حكى لي فلان كذا فتكون نماماً (وقوله تعالى في النميمة {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١}⁣[القلم] وما في سياق هذه الآية العظيمة من تعظيم قبح النميمة حيث نعتت الى أشد الناس كفراً ووسطت بين أصوفاه النميمة لا يغفل ذكرها في جنب كفره وعتوه ومنعه وغلوه) قال في الثمرات ونزولها في الوليد بن المغيرة وقيل في الأخنس بن شريق وقيل في الاسود ابن عبد يغوث قال جار الله وكفى به زجرة لمن اعتاد الحلف والهماز الغياب الطعان.

  وعن الحسن يلوي شدقه في أقفية الناس والمشاء بالنميم⁣(⁣١) وهو النقال للحديث من قوم الى قوم على وجه السعاية والافساد بينهم (وقوله ÷ «لا يدخل الجنة نمام» رواه البخاري ومسلم وغيرهما) وقد تقدم ما ورد في النميمة نعوذ بالله مما يباعد عن رضاه (ومن المصائب في الدين أن الوقوع في الأعراض والاغتياب المحض قد فشي في الناس فلا يكاد يخلو منه بر ولا فاجر) بل (ولا عالم ولا جاهل بل تمكن الشيطان) نعوذ بالله منه (في التدخل من هذه الجهة واجلب بخيله ورجله من هذه


(١) لفظه في الكشاف والنميم انتهى بها مذكرة ومؤنثة.