رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 359 - الجزء 1

  الجهة) فبلغ فيها مراده وبغيته (فيا مصيبتاه) كما يقال فيا غارتاه ونحوه والقصد التأسف والتوجع من كثرة اللهج بالغيبة والنميمة ليعلم المطلع خطرهما فيتجنبهما أعظم من تجنب السموم القاتلة لأنها أضر وأمر اذ ضررهما دوام الخلود في النار نسأل الله سبحانه النجاة من النيران والفوز بالرضوان.

  تنبيه * (و) أما (نفي الخواطر الرديئة) أي الموجبة للهلاك فقد (قال) الله (تعالى حاكياً عن الشيطان لعنه الله تعالى {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}⁣[الأعراف: ١٧] وهذا دليل على اجتهاده في الاغواء فليجتهد العبد اللبيب في جهاده والحذر منه (وعنه ÷ «ليس أحد إلا ومعه ملك وشيطان فلمة⁣(⁣١) الملك إيعاد بالخير ولمة الشيطان إيعاد بالشر) ولعل مراده باللمة القرب والارادة والصحبة ان كان بضم اللام.

  قال في القاموس وبالضم الصاحب والأصحاب والمؤنس (وعليه قوله تعالى {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦٨}⁣[البقرة] (قيل والخواطر أربعة أولها خاطر الحق - سبحانه وتعالى) وهو (يقع في القلب بلا سبب فيطمئن به) من خطر له ذلك الخاطر (ومنه نوع آخر وهو الإلهام وعليه قوله تعالى {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨}⁣[الشمس] قال في الكشاف ومعنى إلهام الفجور والتقوى إفهامها


(١) قال في النهاية لمتان لمة من الملك ولمة من الشيطان اللمة الهمة والخطرة تقع في القلب اراد المام الملك أو الشيطان به والقرب منه فما كان من خطرات الخير فهو من الملك وما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان انتهى.