فصل
  وإعقالهما وان احدهما حسن والآخر قبيح وتمكينه من اختيارماشاء منها بدليل قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ١٠}[الشمس] انتهى وفي دعاء النبي ÷ «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها» وهو من سؤال اللطف والتوفيق عند اهل العدل (وثانيها خاطر القلب ومنه قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}[المؤمنون: ٦٠] أي مطمئنة منطلقة من الشك والريب {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ٦٠}[المؤمنون] وهذا يكون بالتفكر والتأمل في كتاب الله تعالى ومواعظه والوعد والوعيد وغير ذلك وهذا من اجل المهمات في امر الدين اذ العمدة اصلاح القلب اذ بصلاحه صلاح الباطن والظاهر (وثالثها خاطر الملك وهو الذي يثلج(١) قلب المؤمن ويطمئن كما في الأثر: كان رسول الله ÷ أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقى جبريل # وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ÷ حين يلقاه جبريل اجود بالخير من الريح المرسلة) ولعل والله أعلم أن ذلك لهوان الدنيا عليه وان كانت عنده كذلك في كل حال إلا ان مجالسته لجبريل # تزيده تباعداً عنها وشبهاً بالملائكة المعصومين سلام الله عليهم وقد ذكر الامام المؤيد بالله يحي بن حمزة رضوان الله عليه كلاماً مفيداً جداً في التصفية ومن - ذلك ما معناه فحصل من مجموع ما ذكرناه ان تميز الانسان عن غيره يكون
(١) ثلج القلب ثلوجاً وثلجاً من باب قعد وقعب اطمأن انتهى مصباح.