رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 41 - الجزء 1

  يدي الملك الدنيوي (يتحرز التحرز الكلي عن أن تفرط منه كلمة مستهجنة)⁣(⁣١) عند ذلك الملك (أو التفاتة غير مستحسنة) عند ذلك الملك (أو ذهول عما يخاطبه به أو يتلقاه من خطابه) هذا وان كان في الحقيقة (لا يخاف نقمته) التي هي كانتقام خالقه مع أنه وإن أراد الاضرار به الزائل فإنه لا يقدر عليه ان يدفعه الله تعالى عنه (ولا يرجو نعمته) وان رجا فكما تقدم من حقارة ما يرجوه وانه بمشيئة الله تعالى العالم بمصالحه (فيا عجباه) وانه لجدير بالعجب (من منتصب) في عبادته (لمناجاة ملك السماوات والأرض) مع أنهما عالم من سبعين الف عالم كا ورد ومن وراء ذلك قوله تعالى {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨}⁣[النحل] فإن عظمة الله وقدرته وملكه وجبروتيته وكبرياءه وسعة رحمته وجوده وجميع صفاته الحميدة التي وصف بها نفسه في كتابه لا تقاس على صفات مخلوقاته ولا يحيط بها الأوهام ولا تبلغ كنهها الافهام ومع هذه العظمة العظماء (وهو) أي المنتصب (يعلم) علما يقيناً (أنه) أي الملك الأعظم الذي لا تساوي عظمته عظمة (حاضر لديه) لا يغيب عالم بضمائره واسراره وبكل ما يأتي وما يذر وبما مضى من أعماله وما تأخر وما كان وما سيكون وأين مصيره ومستقره فهو أعلم به وبجميع من جميع احواله (ورقيب عليه) في جميع أقواله وأفعاله واخفائه


(١) أي قبيحة.