رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 372 - الجزء 1

  لها وهو يخلتف باختلاف الأشخاص والاوقات والمعاش وأما وقته فالمحمود ما كان عليه رسول الله ÷ روي أبو سعيد الخدري عن الرسول ÷ انه كان اذا تغدى لم يتعش واذا تعشى لم يتغد، وقال لعائشة: «أياك والاسراف فإن أكلتين في اليوم من السرف» وكان السلف الصالح يأكلون في كل يوم أكلة لا غير فعلم من هذا أن ذلك هو يكون وقت السحر ليكون النهار صائماً المحمود ويستحب ويستعين بجوع الليل على قيامه لعبادة ربه.

فصل

  وأما أنواع الطعام فأعلاه الحنطة وهو غاية الترفه وأوسطه الذرة والشعير المنخول وأدناه شعير بلا نخل.

  وأعلى الادام اللحم والحلاوة وأوسطه العدس بالدهن من غير لحم وأدناه الملح والخل وعادة السالكين طريق الآخرة ترك الأدام على الدوام وترك كل لذيذ يشتيه الانسان لتكون همتهم مقصورة على الاشتياق الى ما وعد الله به في الآخرة (ووجد بخط بعض أئمة العبادة قال داود # لأن أترك لقمة من عشائي أحب الي من قيام ليلة انتهى) وقال لقمان لابنه يا بني اذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة وقال سفيان العبادة حرفة حانوتها الخلوة وآلتها المجاعة (وقد قيل الجائع عفيف نظيف والشابع عاكف على الكنيف) وقيل