رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 377 - الجزء 1

  وكل فعل له في خلقه حسن ... لكنهم لوجوه الحسن قد جهلوا

  وقد قال الله تعالى: {وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ٢٢}⁣[الأحزاب] وقال تعالى {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ}⁣[لقمان: ٢٢] الآية {وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١١٢}⁣[البقرة] (ويدخل في التسليم التفويض والانقطاع والتوكل) وحقيقة التوكل القاء الأمور الى الله في كل الأحوال قال الله تعالى {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١٢٢}⁣[آل عمران] وقال تعالى {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٣}⁣[المائدة] وقوله تعالى {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}⁣[الطلاق: ٣] وقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ١٥٩}⁣[آل عمران] وقوله تعالى {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٩}⁣[الأنفال] وقال تعالى {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ}⁣[العنكبوت: ١٧] وكل ما ذكر في القرآن من التوحيد فهو تنبيه على قطع الملاحظة الى غير الله تعالى بل حث على التوكل عليه في كل حال والانقطاع اليه في كل الأحوال ذكر معنى هذا في التصفية وذكر في حديث ابن⁣(⁣١) مسعود ¥ سبعون الفأ يدخلون الجنة من غير حساب قيل من هم يا رسول الله قال الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله يا رسول الله ان يجعلني منهم فدعا له فقام آخر فقال كذلك فقال سبقك بها


(١) اخرجه البزار عن أنس من دون قوله فقام عكاشة الخ واخرجه البخاري عن أبي عباس والشيخان عن عمران بن حصين ومسلم عن أبي هريرة والطبراني في الكبير عن حبان ولفظه يدخلون الجنة من حتى سبعون الفا الخبر من دون قوله فقام عكاش الخ.