رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 384 - الجزء 1

  ظن عبدي بي فينبغي للعبد أن يكون في عمره خائفاً راجياً وان يرجح الرجاء في آخر عمره لا سيما حال مرض الموت (ويعلم أنه أرحم من والديه وأقرب اليه من ساعديه) بل أقرب اليه من حبل الوريد كما ذكر ذلك في كتابه العزيز (وانه يثيب على الطاعة عند القبول (فليجتهد) العبد (في اصلاحها) وعمود اصلاحها حسن النية وخلوصها عن الشوائب كلها حتى تقبل وليعلم العبد من ربه (انه يغفر الذنوب عند التوبة فليسارع إليها.) وكفى بقول الله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}⁣[الزمر: ٥٣] الآية (وليحسن العبد الضعيف ظنه بهذا الرب اللطيف خاصة قرب الموت فعنه ÷ «لا يموتن أحدكم إلا وهو محسن الظن بربه) وتحصيل الرجاء يكون بالنظر الى ما ورد فيه من الآيات القرآنية والاخبار النبوية والنظر بالفكر والتأمل لعظيم حكمة الله تعالى ورحمته وعدله ورأفته على عباده في هذه الدار الفانية فضلاً عن دار الدوام الابدي السرمدي فمن الآيات والأخبار ما تقدم ومنها قول الله تعالى {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ}⁣[الشورى: ٥] الآية وقوله تعالى {ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ١٦}⁣[الزمر] وقوله تعالى {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ١٣١}⁣[آل عمران] وقوله تعالى {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٦}⁣[الليل] وقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}⁣[الرعد: ٦] وقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ