رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 390 - الجزء 1

  وفجائعه ورابعها الخوف من حرمان التوبة قبل الموت على حدودها كما سيأتي وخامسها الخوف من عدم الوفاء بعهد الله وميثاقه وكل حق له تعالى وسادسها الخوف من قساوة القلوب وتبدله كما قال تعالى {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}⁣[الزمر: ٢٢] وسابعها الخوف من الميل عن الاستقامة على الدين كما قال تعالى {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}⁣[هود: ١١٢] وثامنها الخوف من الاغترار بزخارف الدنيا ولذاتها والافتتان بها وتاسعها الخوف من الغفلة واطلاع الله سبحانه على قبيح في سريرتك يغضبه وعاشرها الخوف من سوء الخاتمة عند الموت وهي أعظم مخوف عند أهل التقوى مع أن الخاتمة تبع للسابقة فإن الأعمال سائقة على حسبها ان خيرا فخير وان شرا فشر والخوف درجات المحمود منه ما حث العبد على ترك المعاصي بحيث لا يفعل شيئاً منها وحثه على فعل الطاعات المرضية لله تعالى بحيث لا يهتم إلا بها فهذا هو الوسط من الخوف النافع في النجاة من المهالك والفوز بكل مرغوب لكل سالك (ومن حكم أمير المؤمنين # المأثورة عنه عليكم بخمس كلمات لا يرجون أحدكم إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحي اذا لم يعلم شيئاً أن يتعلمه ولا يستحي اذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم وعليكم بالصبر فإن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد) فأنظر أيها العاقل الى هذا الكلام الأعظم ما أحقه بالقبول وأولاه بعدم الفضول لموافقته المعقول والمنقول.