فصل
فصل
  ومما يجب على العبد ويحمد عليه (تقديم الاهم فالأهم) وهو الخلق السادس عشر من الثمانية عشر.
  اعلم وفقك الله وإياي ان (الأهم أمر الدين) الذي ما خلق الله عباده إلا له قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات] (فليقدمه) العبد المكلف (على أمر الدنيا) وجوباً متحتماً (والمقدم من أمر الدين) في أول النشأة عند التمييز (تحقيق صحة العقيدة بتوحيد الله تعالى) والتوحيد ما قاله أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بقوله التوحيد ان لا تتوهمه يعني تتصوره إذ ليس كمثله شيء فكل ما تصوره العبد فهو على خلافة اذ هو الخالق وكل ما تصوره العبد فهو جسم مخلوق، فاذا علم العبد ان الله ø خلاف ما يتصوره فذلك هو التوحيد ويدل على ذلك قول أمير المؤمنين # حين أجاب على الملحد اذا عرض لك هذا يعني التصور فهو من الشيطان فصوره في نفسك بأي صورة شئت وشبهه بما شئت ثم انظر في ذلك الشيء تجده مصنوعاً وقد علمت أن الصانع لا يشبه صنعته فيبقى معك العلم وينتفي عنك التشبيه وقوله رضوان الله عليه كل ما خطر ببالك فهو على خلاف ما خطر ببالك وقوله رضوان الله عليه امتنع منها بها واليها يحاكمها أي