رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 404 - الجزء 1

  أسمك غداً) ومعنى هذا هو ما تقدم إلا أن قوله قبل سقمك وقبل موتك أولى وان كان المعنى واحداً.

  وقوله ما أسمك غداً أي حي أو ميت وهذا ايقاظ بليغ لمن وعاه وجعله نصب عينيه دواء لنفسه وغفلتها فإن غرورها وخدعها مهلكة وأي مهلكة (وعنه ÷ أنه قال «هل تدرون ما هذه وهذه ورمي بحصاتين فقالوا الله ورسوله أعلم، قال هذا الأمل وذلك الأجل» رواه الترمذي) ومعنى هذا الحث على تقصير الأمل واستحضار قرب الأجل ليكون من ذلك الاهتمام بالعمل والتخلص من الدنيا على أحسن حال وقد تقدم في أول هذا الكتاب صورة الانسان وأجله وأمله واعراضه وما ورد في ذلك فخذه من هنالك (ولا يشتغل بأمر العامة إلا بعد اصلاح خاصته فمتى فرغ من أصلاح أمر خاصته وأمكنه السعي في أصلاح أمر من أمور المسلمين قريب أو بعيد فليفعل فإن في ذلك خيراً كبيراً وأجراً كثيراً يطول ذكره) يعني أنه يجب على العبد تقديم اصلاح نفسه ثم قرابته ونحو ذلك فإنه من تقديم الأهم لكن هذا اذا لم يعرض له ما يتحتم عليه ويتضيق من أمر العامة كنهي عن منكر أو أمر بمعروف فإنه يقدم لخشية فوته وتضييق وجوبه فيكون تقديمه أهم، وأما بعد أصلاح خاصته فليقبل غاية الاقبال على هداية الخلق بإنها آداب الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم والأئمة الصالحين وهي مراد الله تعالى والمبلغة في رضاه أعلى الدرجات لكنها تحتاج رياضة وسياسة ونباهة فلا يخشن ان كفى اللين وان يجعل له لكل مقام مقالاً ولكل شخص هداية بحسب