رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 423 - الجزء 1

  التوبة فاسدة فلا تكون نصوحاً إلا مع عدم العودة (وقيل حقيقة التوبة أن يبغض المعصية) وهذا وما سيأتي يدخل تحت صدق الندم لأنه اذا صدق الندم كان جميع ما ذكروه من حقائق التوبة وعلاماتها ولا يتخلف شيء إلا مع عدم صدق الندم فعلمت أن التوبة الندم كما ورد به الخبر النبوي سابقاً (وقيل في علامات التوبة: وهي أربع) الأولى (ادمان البكاء على ما سلف من الذنوب) كما كان من داود # كما قيل حتى خد الدموع في وجناته #.

  والعلامة الثانية (الخوف المقلق من الوقوع فيما بعد) في شيء من الذنوب.

  (و) الثالثة من العلامات (هجران أخدان⁣(⁣١) السوء) لأن الطبع يسرق من الطبع قطعاً ولذا قيل شعراً:

  عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن اشكل

  وإن لم يشعر العبد، ولو احترز على نفسه وجالس فلا بد من التأثير إن خيراً فخير وإن شراً فشر فإن قرناء السوء شياطين الانس أشد من شياطين الجن إذ تطردهم الأذكار ونحوها بخلاف شياطين الانس فما أضر من مخالطتهم على دين المرء ودنياه اذ لا يكون منهم إلا الشر.

  (و) الرابعة من العلامات (ملازمة أهل الخير) وهم قرناء الخير الصالحون من عباد الله فهم أشبه شيء


(١) جمع خدن وهو الصديق في الشر انتهى مصباح.